فصل: تفسير الآية رقم (2):

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
الصفحة الرئيسية > شجرة التصنيفات
كتاب: أيسر التفاسير لأسعد حومد



.تفسير الآية رقم (47):

{قُلْ مَا سَأَلْتُكُمْ مِنْ أَجْرٍ فَهُوَ لَكُمْ إِنْ أَجْرِيَ إِلَّا عَلَى اللَّهِ وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ (47)}
(47)- وَقُلْ لَهُمْ: إِنِّي لا أُرِيدُ مِنْكُمْ جُعْلاً وَلا أَجْراً، وَلا عَطَاءَ عَلَى أَدَاءِ الرِّسَالةِ التِي أَمَرني اللهُ بِإِبْلاغِها إِليكُمْ، وَإِنَّما أَطْلُبُ ثَوَابَ ذَلِكَ مِنَ اللهِ، وَهُوَ العَلِيمُ بِجَمِيعِ الأُمُورِ، المُشَاهِدُ لَها، فَيَعلَمُ صِدْقي وإِخْلاصِي فِيما دَعَوْتُكُمْ إِليهِ.

.تفسير الآية رقم (48):

{قُلْ إِنَّ رَبِّي يَقْذِفُ بِالْحَقِّ عَلَّامُ الْغُيُوبِ (48)}
{عَلامُ}
(48)- وَقُلْ لَهُمْ يَا مُحَمَّدُ: إِنْ رَبِّي يَقْذِفُ البَاطِلَ بِالحَقِّ، وَيَرْمِيهِ بِهِ حَتَّى يُبْطِلَهُ، وَيُزِيلَ آثارَهُ، وَيُشِيعَ الحَقَّ فِي الآفَاقِ، واللهُ تَعَالى هُوَ عَلامُ الغُيوبِ فَلا تَخْفَى عَليهِ خَافِيةٌ فِي الأَرْضِ وَلا في السَّمَاءِ.
يَقْذِفُ بِالحَقِّ- يَرْمي بِهِ البَاطِلَ فَيَدْمَغُهُ.

.تفسير الآية رقم (49):

{قُلْ جَاءَ الْحَقُّ وَمَا يُبْدِئُ الْبَاطِلُ وَمَا يُعِيدُ (49)}
{الباطل}
(49)- وَقُلْ: جَاءَ الحقُّ مِنْ عِنْدِ اللهِ، وَالشَّرْعُ العَظِيمُ (أي الإِسْلامُ) وَرَفِعَتْ رَايَتُهُ، وَعَلا ذِكْرُهُ وَذَهَبَ البَاطِلُ واضْمَحَلَّ، فَلَمْ يَبْقَ مِنْهُ بَقيَّةٌ تَفْعَلُ أَمراً ابْتِدَاءً (يُبدِيءُ) وَلا تَفْعَلُ فِعْلَهُ ثَانِيةً (يُعِيدُ).

.تفسير الآية رقم (50):

{قُلْ إِنْ ضَلَلْتُ فَإِنَّمَا أَضِلُّ عَلَى نَفْسِي وَإِنِ اهْتَدَيْتُ فَبِمَا يُوحِي إِلَيَّ رَبِّي إِنَّهُ سَمِيعٌ قَرِيبٌ (50)}
(50)- وَقُلَ يَا مُحَمَّدُ لِقَوْمِكَ: إِنْ ضَلَلْتُ عَنِ الهُدَى، وَسَلَكْتُ غَيرَ طَرِيقِ الحَقذِ، فَإِنِّما ضَرَرُ ذلِكَ يَعُودُ عَليَّ أَنا وَحْدِي، وَإِنِ اسْتَقَمْتُ عَلَى الحَقِّ فَبِوَحِيٍ مِنَ اللهِ إِليَّ، وَبِتَوفِيقٍ مِنْهُ لِي، للاسْتِقَامَةِ عَلَى مَحَجَةِ الحَقِّ، وطريقِ الهُدَى، إِنهُ سَميعٌ لأقوالِ، العِبادِ، قَريبٌ يُجِيبُ دَعْوَة الدَّاعِي إِذا دَعَاهُ.

.تفسير الآية رقم (51):

{وَلَوْ تَرَى إِذْ فَزِعُوا فَلَا فَوْتَ وَأُخِذُوا مِنْ مَكَانٍ قَرِيبٍ (51)}
(51)- وَلَوْ رَأَيتَ يَا مُحَمَّدُ هَؤُلاءِ المُكَذِّبينَ، حِينَ يَعْتَرِيهِمُ الفَزَعُ مِنْ رُؤيةِ العذابِ المَهُولِ يومَ القِيامَةِ، إِذاً لَرَأَيْتَ شَيْئاً يَعْجِزُ القَوْلُ عَنْ وَصْفِهِ، فَهُمْ لا يَسْتَطِيعُونَ الهَرَبَ والنَّجَاةَ، وَلا مَهْرَبَ لَهُمْ وَلا مَلْجَأَ (فَوْتَ)، بَلْ يُؤْخَذُونَ مِنْ أَوَّلِ وَهْلَةٍ (رَأْساً) مِنَ المَوْقِفِ إِلى النَّارِ.
فَزِعُوا- خَافُوا عِنْدَ المَوتِ أَوْ عِنْدَ البَعْثِ.
فَلا فَوْتَ- فَلا مَهْرَبَ، وَلا نَجَاةَ مِنَ العَذَابِ.
مَكَانٍ قَرِيبٍ- مَوْقِفِ الحِسَابِ.

.تفسير الآية رقم (52):

{وَقَالُوا آمَنَّا بِهِ وَأَنَّى لَهُمُ التَّنَاوُشُ مِنْ مَكَانٍ بَعِيدٍ (52)}
{آمَنَّا}
(52)- وَحِينَ يَرَوْنَ العَذَابَ يَقُولُونَ: آمَنَّا بِالحَقِّ (بِاللهِ وَمَلائِكَتِهِ وَكُتُبِهِ وَرُسُلِهِ وَبالبَعْثِ) وَلَكِنْ أَنَّى لَهُمْ ذَلِكَ، وَكَيفَ لَهُمُ الإِيمَانُ بِسُهُولةٍ مِنْ مَكَانٍ بَعِيدٍ- وَهُوَ الدُّنْيا- التِي انْقَضَى وَقْتُها، وَأَصْبَحَتْ بَعيدَةً عَنْهُمْ، لأَنَّ الإِيمَانَ والعَمَلَ يَجِبُ أَنْ يكُونا فِي الدَّارِ الدُّنيا، أَمَّا الآخِرَةُ فَلَيْسَتْ دَاراً لِقَبُولِ التَّكَالِيفِ، إِنَّما هِيَ دَارُ الجَزاءِ.
التَّنَاوَشُ- التَّنَاوُلُ السَّهْلُ لِشيءٍ قَريبٍ- وَهُوَ هُنَا تَنَاوُلُ الإِيمَانِ والتَّوْبَةِ.
مِنْ مَكَانٍ بَعيدٍ- مِنَ الآخِرَةِ.

.تفسير الآية رقم (53):

{وَقَدْ كَفَرُوا بِهِ مِنْ قَبْلُ وَيَقْذِفُونَ بِالْغَيْبِ مِنْ مَكَانٍ بَعِيدٍ (53)}
(53)- وَكَيْفَ يَحْصُلُ لَهُمْ الإِيمَانُ فِي الآخِرَةِ، وَقَدْ كَفَرُوا بِالحَقِّ حِينَما كَانُوا فِي الدُّنيا، وَكَذَّبُوا الرُّسُلَ، وَكَانُوا يَرْجُمُونَ بِالظُّنُونِ (يَقْذِفُونَ بِالغَيْبِ) التِي لا عِلْمَ لَهُمْ فَيُخْطِئُونَ الهَدَفَ، وَكَانُوا يَفْعَلُونَ ذَلِكَ مِنْ مَكَانٍ بَعيدٍ، فَيَتَكَلَّمُونَ فِي الرَّسُولِ كَلاماً لا مُسْتَنَدَ لَهُمْ فِيهِ، فَيَقُولُونَ: سَاحِرٌ وَكَاهِنٌ وَمَجنُونٌ.. وَيُكَذِّبُونَ بِالبَعْثِ وَالنُّشُورِ.
يَقْذِفُونَ بِالغَيبِ- يَرْجُمُونَ بِالظُّنُونِ.

.تفسير الآية رقم (54):

{وَحِيلَ بَيْنَهُمْ وَبَيْنَ مَا يَشْتَهُونَ كَمَا فُعِلَ بِأَشْيَاعِهِمْ مِنْ قَبْلُ إِنَّهُمْ كَانُوا فِي شَكٍّ مُرِيبٍ (54)}
(54)- وَحِيلَ بَيْنَهُمْ وَبَيْنَ الرُّجُوعِ إِلى الدُّنيا لِيُؤْمِنُوا، وَلِيَعْمَلُوا صَالِحاً وَهذِهِ هِيَ سُنَّةُ اللهِ فِي أَمثَالِهِمْ مِنَ الكَفَرةِ الذينَ كَذَّبُوا الرُّسُلَ قَبْلَهُم فَتَمَنُّوْا، حِينَ رَأَوا العَذَابَ، أَنْ لَوْ كَانُوا آمنوُا. وَلكِنْ لا يُقْبلُ مِنْهُمْ ذَلِكَ لأَنَّهُمْ كَانُوا فِي الدَّارِ الدُّنيا مُتَشَكِّكِينَ مُرْتَابِينَ فِيمَا أَخْبَرَتْ بِهِ الرُّسُلُ مِنَ البَعْثِ وَالحِسَابِ وَالجَزَاءِ.
بِأَشْيَاعِهِمْ- بِأَمْثَالِهِمْ مِنَ الكُفَّارِ.
مُرِيبٍ- مُوقِعٍ فِي الرِّيبَةِ وَالقَلَقِ.

.سورة فاطر:

.تفسير الآية رقم (1):

{الْحَمْدُ لِلَّهِ فَاطِرِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ جَاعِلِ الْمَلَائِكَةِ رُسُلًا أُولِي أَجْنِحَةٍ مَثْنَى وَثُلَاثَ وَرُبَاعَ يَزِيدُ فِي الْخَلْقِ مَا يَشَاءُ إِنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ (1)}
{السماوات} {الملائكة} {ثُلاثَ} {رُبَاعَ}
(1)- يَحْمَدُ اللهُ تَعَالى نَفْسَهُ الكَرِيمةَ عَلَى ابْتِدَائِهِ خَلْقَ السَّمَاواتِ وَالأَرْضِ، عَلَى غَيْرِ مِثَالٍ سَبَقَ (فَاطِرِ)، فَأَبْدَعَ الخَلْقَ، وَأَحْكَمَ نَظْمَهُ وَتَدْبِيرَهُ، وَهُوَ تَعَالى الذِي جَعَلَ المَلائِكَةَ وُسَطَاءَ وَرُسُلاً بَيْنَهُ وَبَيْنَ أَنْبِيَائِهِ، يُبَلِّغُونَهُمْ رِسَالاتِ رَبِّهِمْ. وَقَدْ جَعَلَ مِنَ المَلائِكَةِ مَنْ لَهُ جَنَاحَانِ، وَمَنْ لَهُ ثَلاثَةُ أَجْنِحَةٍ، وَمَن لَهُ أَرْبَعَةٌ، وَمَنْ لَهُ أَكْثَرُ مِنْ ذلِكَ، وَيَزِيدُ تَعَالى فِي خَلْقِ الأَجْنِحَةِ مَا يَشَاءُ، وَهُوَ تَعَالى قَادِرٌ عَلَى كُلِّ شَيءٍ، وَلا يُعْجِزُهُ شَيءٌ.
فَاطِرِ- مُبْدْعِ وَمُخْتَرِعِ.

.تفسير الآية رقم (2):

{مَا يَفْتَحِ اللَّهُ لِلنَّاسِ مِنْ رَحْمَةٍ فَلَا مُمْسِكَ لَهَا وَمَا يُمْسِكْ فَلَا مُرْسِلَ لَهُ مِنْ بَعْدِهِ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ (2)}
(2)- مَفَاتِيحُ الخَيْر وَمَغَالِيقُهُ بِيَدِ اللهِ سُبَحَانَهُ وَتَعَالَى، فَمَ يُعْطِ مِنْ خيرٍ لا يَسْتَطِعُ أَحَدٌ مَنْعَهُ وَلا إِمْسَاكَهُ، وَمَا يُمْسِكْهُ مِنْ خَيْرٍ لا يَبْسُطْهُ وَلا يَفْتَحْهُ وَالإِمسَاكُ، وَهُوَ الحَكِيمُ الذِي يَتَصَرَّفُ بِحَسَبِ مَا تَقْتَضِيهِ الحِكْمَةُ وَالمَصْلَحَةُ.
مَا يَفْتَحِ- يُرْسِلْ أَوْ مَا يُعْطِ.

.تفسير الآية رقم (3):

{يَا أَيُّهَا النَّاسُ اذْكُرُوا نِعْمَتَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ هَلْ مِنْ خَالِقٍ غَيْرُ اللَّهِ يَرْزُقُكُمْ مِنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ فَأَنَّى تُؤْفَكُونَ (3)}
{ياأيها} {نِعْمَتَ} {خَالِقٍ}
(3)- يَا أَيُّها النَّاسُ اذكُروا نِعْمَةَ رَبِّكُمْ عَلَيكُم، واحْفَظُوها بِمَعْرِفَةِ حَقِّها، وَالاعْتِرِافِ بِهَا، والشُّكْرِ عَليها، وَخُصُّوهُ تَعَالى بِالعِبَادَةِ والطَّاعَةِ، فَهُوَ الذِي يَرْزُقُكُمْ مِنَ السَّماءِ، بِمَا يُنْزِلُهُ مِنَ المَطَرٍ، وَمِنَ الأَرْضِ، بِمَا يُخْرِجُهُ مِنْ زُرُوعٍ وَثِمَارٍ، فَكَيفَ تُصْرِفُونَ عَن الحَقِّ، وَهُوَ عِبَادَةُ اللهِ الخَالِقِ الرَّازِقِ وَحْدَهُ لا شَرِيكَ لَهُ، وَتَعْبُدُونَ الأَصْنَامَ وَالأَوْثَانَ؟
فَأَنَّى تُؤْفَكُونَ- فَكَيفَ تُصفُونَ عَنْ تَوْحِيدِهِ.

.تفسير الآية رقم (4):

{وَإِنْ يُكَذِّبُوكَ فَقَدْ كُذِّبَتْ رُسُلٌ مِنْ قَبْلِكَ وَإِلَى اللَّهِ تُرْجَعُ الْأُمُورُ (4)}
(4)- وَإِنْ يُكَذِّبْكَ هؤلاءِ المُشْرِكُونَ يَا مُحَمَّدُ، وَيُخَالِفُوكَ فِيمَا جِئْتَهُمْ بِهِ مِنَ التَّوحِيدِ، فَاصْبِرْ عَلَيهِمْ، فَلَكَ أُسْوَةٌ فِيمَنْ سَبَقَكَ مِنَ الرُّسُلِ، فَقَدْ جَاؤُوا أَقْوَامَهُمْ بالبَيِّنَاتِ وَالحُجَجِ والبَراهِينِ عَلى صِدْقِ رِسَالَتِهِمْ، وَدَعَوْهُمْ إِلى عِبَادَةِ اللهِ وَتَوْحِيدِهِ، فَكَذَّبُوهُمْ وَخَالَفُوهُمْ فَصَبَرَ الرُّسُلُ عَلَى مَا أُوذُوا حَتَّى جَاءَهُمْ نَصْرُ اللهِ، وَسَيَرْجِعُ النَّاسُ إِلى اللهِ يَوْمَ القِيَامَةِ فَيَجْزِيهِمْ عَلَى ذلِكَ الجَزَاءَ الأَوْفَى.

.تفسير الآية رقم (5):

{يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّ وَعْدَ اللَّهِ حَقٌّ فَلَا تَغُرَّنَّكُمُ الْحَيَاةُ الدُّنْيَا وَلَا يَغُرَّنَّكُمْ بِاللَّهِ الْغَرُورُ (5)}
{ياأيها} {الحياة}
(5)- يَا أَيُّها النَّاسُ إِنَّ وَعْدَ اللهِ بِالبَعْثِ وَالنُّشُورِ وَالحِسَابِ وَالجَزَاء.. هُوَ وَعْدٌ حَقٌّ لا شَكَّ فِيهِ وَلا مِرْيَة، فَلا تَغُرَّنَّكُمُ الحَيَاةُ الدُّنيا، وَلا تُلْهِيَنَّكُمْ بِزُخْرُفِها وَزينتِها، عَنْ طَلَبِ مَا يَنْفَعُكُمْ يَوْمَ حُلُولِ مَوْعِدِ الحَشْرِ، وَبَعْثِ الخَلائِقِ، وَلا تَدَعُوا الشَّيطَانَ يَغُرَّكُمْ، وَيَفْتِنْكُمْ، وَيَصرِفْكُمْ عَن اتِّبَاعِ رُسُلِ اللهِ، وَتَصْدِيقِ كَلِمَاتِهِ، فَإِنهُ غَرَّارٌ كَذَّابٌ فَلا تَغُرَّنَّكُمْ- فَلا تَخْدَعَنَّكُمْ وَلا تُلْهِيَنَّكُمْ.
الغَرُورُ- الذِي يَغُرُّ النَّاسَ وَيَغشُّهُمْ وَهُوَ هُنَا الشَّيَطانُ.

.تفسير الآية رقم (6):

{إِنَّ الشَّيْطَانَ لَكُمْ عَدُوٌّ فَاتَّخِذُوهُ عَدُوًّا إِنَّمَا يَدْعُو حِزْبَهُ لِيَكُونُوا مِنْ أَصْحَابِ السَّعِيرِ (6)}
{الشيطان} {يَدْعُواْ} {أَصْحَابِ}
(6)- إن الشَّيطَانَ عَدُوٌّ لَكُمْ يَا أَيَّها النَّاسُ، وَهُوَ يُوَسْوِسُ لَكُمْ لِيُضِلَّكُمْ وَيَدْفَعَ بِكُمْ إِلى هَاوِيةِ الجَحِيمِ، فَاحْذَرُوا مِنْهُ وَكُونُوا أَنْتُمْ أَعْدَاءَهُ، وَخَالِفُوهُ وَكَذِّبُوهُ فِيما يَغُرَّكُمْ بِهِ، وَهُوَ يَدْعُو حِزْبَهُ وَأَوْليَاءَهُ وَشِيعَتَهُ، إِلى اتِّبَاعِ الهَوى، والرُّكُونِ إِلى اللذَّاتِ، وَالتَّسْوِيفِ بِالتَّوْبَةِ، لِيُضِلهُمْ وَيُلْقِيَهمْ فِي العَذَابِ الدَّائِمِ، فِي سَعيرِ جَهَنَّمَ.

.تفسير الآية رقم (7):

{الَّذِينَ كَفَرُوا لَهُمْ عَذَابٌ شَدِيدٌ وَالَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَهُمْ مَغْفِرَةٌ وَأَجْرٌ كَبِيرٌ (7)}
{آمَنُواْ} {الصالحات}
(7)- والذينَ كَفَرُوا باللهِ وَرُسُلِهِ وَأَطَاعُوا الشَّيطَانَ، وَعَصَوْا الرَّحْمَنَ لَهُمْ عَذَابٌ شَدِيدٌ يومَ القِيَامَةِ، أَمّا الذِينَ آمنُوا بِاللهِ وَرُسُلِهِ، وَعَمِلُوا الأَعْمَالَ الصَّالِحَةَ التِي تُرْضِي اللهِ، فَإِنَّ اللهَ يَعِدُهُمْ بِأَنْ يَغْفِرَ لَهُمْ ذُنُوبَهُمْ وَيثُيِبَهُمْ عَلَى ذَلِكَ الثَّوَابَ العَظِيمِ.

.تفسير الآية رقم (8):

{أَفَمَنْ زُيِّنَ لَهُ سُوءُ عَمَلِهِ فَرَآهُ حَسَنًا فَإِنَّ اللَّهَ يُضِلُّ مَنْ يَشَاءُ وَيَهْدِي مَنْ يَشَاءُ فَلَا تَذْهَبْ نَفْسُكَ عَلَيْهِمْ حَسَرَاتٍ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ بِمَا يَصْنَعُونَ (8)}
{فَرَآهُ} {حَسَرَاتٍ}
(8)- أَفَمَنْ حَسَّنَ لَهُ الشَّيطَانُ عَمَلَهُ السَّيِّءَ، مِنْ مَعَاصِي اللهِ، وَالكُفْرِ بِهِ، وَالإِشْرَاكِ فِي عِبَادَتِهِ مَنْ هُمْ دُونَهُ.. فَرَأى ذَلِكَ حَسَناً، وَظَنَّ قَبِيحَهُ بِهِ جَمِيلاً، هَلْ لَكَ يَا مُحَمَّدُ فِيهِ حِيلةٌ؟ وَهَلْ تَسْتَطِيعُ أَنْتَ أَنْ تَهْدِيَهُ إِلى الحَقِّ والصَّوَابِ؟ وَهَلْ يَسْتَوِي هَذا الضالُّ مَعَ مَنْ هَدَاهُ اللهُ، وَوَفَّقَهُ إِلى الإِيمَانِ فَرَأَى الحَسَنَ حَسَناً فَفَعَلَهُ، وَالقَبيحَ قَبِيحاً فَاجِتَنَبَهُ؟ إِنَّ ذَلِكَ إِنَّما يَتِمُّ بِقَدرٍ مِنَ اللهِ، فَهُوَ تَعَالى الذِي يُضِلُّ مَنْ يَشَاءُ، وَيَهْدِي مَنْ يَشَاءُ، وَلا رَادَّ لأَمْرِهِ، وَقَدَرِهِ، فَلا تَأْسَفْ أَنْتَ عَلَى أَنَّهُمْ لَمْ يُؤْمِنُوا بِدَعْوَتِكَ، وَعَلَى أَنَّهُمْ لَمْ يَسْتَجِيبُوا لَكَ، فَإِنَّ اللهَ حَكِيمٌ فِي قَدَرِهِ، وَهُوَ تَعَالى عَليمٌ بِمَا يَصْنَعُونَ، وَسَيَجِزِيهِمِ بِهِ.
فَلا تَذْهَبْ نَفْسُكَ عَلَيهِمْ حَسَرَاتٍ- فَلا تُهْلِكْ نَفْسَكَ عَلَيهِمْ هَمّاً وَحُزْناً.

.تفسير الآية رقم (9):

{وَاللَّهُ الَّذِي أَرْسَلَ الرِّيَاحَ فَتُثِيرُ سَحَابًا فَسُقْنَاهُ إِلَى بَلَدٍ مَيِّتٍ فَأَحْيَيْنَا بِهِ الْأَرْضَ بَعْدَ مَوْتِهَا كَذَلِكَ النُّشُورُ (9)}
{الرياح} {فَسُقْنَاهُ}
(9)- يَلْفِتُ اللهُ تَعَالى نَظَرَ المُشْرِكينَ، المُنْكِرِينَ لِلبَعْثِ والحِسَابِ وَالعِقَابِ، إِلى أَنَّهُ يُرْسِلُ الرَّياحَ فَتُثيرُ السَّحَابَ، وَتجْعَلُهُ يَتَكَوَّنُ في جَوِّ السَّمَاءِ، ثُمَّ تَسُوقُهُ الرِّياحُ إِلى الأَرْضِ المَوَاتِ، التِي لا نَبَاتَ فِيها، فَيُفْرِغُ السَّحَابُ مَا فِيهِ مِنْ فَوْقَ هذِهِ الأَرْضِ المَيِّتَةِ، فَتَحْيا الأَرْضُ بِالمَاءِ، وَتَهْتَزُّ وَتَرْبُو، وَيَخْرُجُ مِنْها النَّبَاتُ. وَكَمَا أحيَا اللهُ تَعَالى الأَرْضَ المَيِّتَةَ، وَأَخْرَجَ مِنْهَا النَّبَاتَ النَّضِيرَ، كَذَلك يُحْيِي اللهُ الأَمْوَاتَ مِنَ البَشَرِ، وَيُخْرِجُهُمْ مِنْ قُبُورِهِمْ يَوْمَ القِيَامَةِ لِيُحَاسِبَهُمْ عَلَى أَعْمَالِهِمْ.
تُثيرُ سَحَاباً- تُحَرِّكُهُ وَتُهَيِّجُهُ.
النُّشُورُ- بَعْثَ المَوْتَى مِنَ القُبُورِ.